ما هو المريء؟

المريء هو أنبوب عضلي يصل بين الحلق والمعدة، يبلغ طوله نحو 25 سم، ووظيفته الأساسية نقل الطعام والسوائل من الفم إلى المعدة من خلال حركات عضلية منظمة تُعرف باسم التمعج.

أي تضيق في هذا الأنبوب قد يعيق مرور الطعام، مما يسبب أعراضًا مثل:

• صعوبة البلع (Dysphagia).

• الإحساس بانحشار الطعام أو تعلقه في منتصف الصدر.

• ارتجاع الطعام أو السوائل إلى الفم.

• فقدان الوزن نتيجة قلة تناول الطعام.

• سوء التغذية في الحالات المزمنة والمتقدمة.

أسباب ضيق المريء

ضيق المريء قد ينتج عن عدة عوامل، منها ما هو مكتسب ومنها ما هو خلقي:

• العيوب الخلقية: تظهر عند بعض الأطفال منذ الولادة نتيجة عدم اكتمال نمو المريء بشكل طبيعي.

• الارتجاع المعدي المريئي المزمن: إذ يؤدي ارتجاع الحمض إلى تهيج جدار المريء وحدوث تندبات تسبب التضيق.

• الإصابات الكيميائية: مثل ابتلاع مواد كاوية أو أحماض قوية، وهي حالة طارئة وخطيرة.

• الأورام: سواء كانت حميدة أو خبيثة، إذ يمكن أن تسبب انسدادًا جزئيًا أو كاملًا في المريء.

• الالتهابات أو القرح المزمنة: الناتجة عن العدوى الفطرية أو البكتيرية، خاصة لدى مرضى نقص المناعة.

• مضاعفات بعد الجراحات أو العلاج الإشعاعي في منطقة الصدر أو الرقبة.

كيف يتم تشخيص ضيق المريء؟

يعتمد التشخيص على مزيج من التاريخ الطبي، والفحص السريري، وبعض الفحوصات المتقدمة مثل:

• المنظار التشخيصي: لرؤية بطانة المريء وتحديد مكان وشدة التضيق.

• الأشعة السينية مع الباريوم: لتحديد شكل التضيق وطوله وموضعه.

• اختبارات حركة المريء (Manometry): لقياس قوة وانسيابية انقباضات العضلات.

هذه الفحوصات تساعد الطبيب على وضع خطة العلاج الأنسب لكل حالة.

ما هي عملية توسيع المريء بالمنظار؟

عملية توسيع المريء بالمنظار تهدف إلى زيادة قطر المريء لإزالة الانسداد وتحسين مرور الطعام. وتتم باستخدام إحدى الطريقتين:

• البالون: يتم إدخال بالون خاص عبر المنظار إلى منطقة التضيق، ثم يُنفخ تدريجيًا لتوسيع الممر، وبعد ذلك يُفرغ ويُزال.

• الموسعات الميكانيكية: وهي أدوات تُدخل تدريجيًا من الأصغر إلى الأكبر لتوسيع المريء بشكل آمن.

عادة ما يتم الإجراء تحت تأثير التخدير الموضعي أو التخدير القصير، ويستغرق من 30 إلى 60 دقيقة. في أغلب الحالات، يستطيع المريض العودة إلى منزله في نفس اليوم.

كيف يحدد الطبيب الإجراء المناسب؟

اختيار طريقة التوسيع يعتمد على:

• التاريخ الطبي والفحص السريري.

• نتائج المنظار والأشعة.

• سبب التضيق: في حال التضيق الليفي الناتج عن الارتجاع قد يفضل البالون، بينما التضيق الشديد يحتاج موسعات متدرجة.

• طول ومرونة التضيق.

في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى جلسات متعددة للوصول إلى النتيجة المطلوبة.

التعليمات بعد عملية توسيع المريء

• البدء بالسوائل الصافية خلال أول 24 ساعة.

• تجنب الأطعمة الحارة أو الصلبة في الأيام الأولى.

• تناول وجبات صغيرة ومتعددة.

• تجنب الاستلقاء مباشرة بعد الأكل.

• الالتزام بالأدوية الموصوفة مثل المضادات الحيوية أو المسكنات.

الحياة بعد العملية

معظم المرضى يشعرون بتحسن كبير في القدرة على البلع مباشرة بعد الجلسة الأولى. ومع ذلك، يبقى الالتزام بعادات غذائية صحية أمرًا مهمًا لمنع عودة التضيق، خصوصًا لدى مرضى الارتجاع المعدي المريئي الذين يحتاجون إلى علاج مستمر ومتابعة دورية بالمنظار.

الوقاية من تضيق المريء

• علاج الارتجاع المعدي المريئي مبكرًا.

• تجنب ابتلاع المواد الكيميائية أو الكاوية.

• الإقلاع عن التدخين والكحول.

• اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه لتقليل خطر الأورام.

الخلاصة

عملية توسيع المريء بالمنظار هي إجراء فعّال وآمن لاستعادة القدرة على البلع والتخلص من الأعراض. التدخل المبكر واختيار طبيب متمرس هما العاملان الأهم لنجاح العملية وتقليل المضاعفات. في أغلب الحالات، يلاحظ المريض تحسنًا فوريًا بعد الإجراء، مع إمكانية العودة لممارسة حياته الطبيعية في وقت قصير.